
مارسيل كولر، المدير الفني السويسري للنادي الأهلي المصري، يمثل واحدًا من أبرز المدربين الذين مروا على تاريخ القلعة الحمراء. بفضل خبرته الطويلة ورؤيته التكتيكية الفريدة، استطاع كولر قيادة الأهلي لتحقيق نجاحات لافتة على المستوى المحلي والقاري. دعونا نتعرف على مسيرته وإنجازاته وتأثيره في تطوير أداء الفريق.
من هو مارسيل كولر؟
مارسيل كولر ولد في 11 نوفمبر 1960 في سويسرا. بدأ حياته كلاعب كرة قدم في مركز خط الوسط مع نادي غراسهوبر زيورخ السويسري، حيث حقق نجاحات بارزة، أبرزها التتويج بعدة ألقاب محلية. بعد اعتزاله اللعب، انتقل إلى عالم التدريب وبدأ رحلته التدريبية التي أثمرت عن محطات مميزة في أوروبا.
المسيرة التدريبية قبل الأهلي
بدأ كولر مسيرته كمدرب في الدوري السويسري، لكنه لمع بشكل أكبر عندما قاد أندية في الدوري الألماني، مثل بوخوم وكولن. قاد بوخوم للصعود إلى الدوري الألماني الممتاز في موسم 2005/2006، وهو إنجاز يعتبر من أبرز محطات مسيرته. كما تولى تدريب المنتخب النمساوي بين عامي 2011 و2017، حيث قاده للتأهل إلى يورو 2016 لأول مرة منذ سنوات، مما رفع من أسهمه كمدرب صاحب رؤية وشخصية قيادية.
التعاقد مع الأهلي
في عام 2022، أعلن النادي الأهلي عن التعاقد مع مارسيل كولر ليقود الفريق الأول لكرة القدم. جاء هذا التعاقد بعد فترة من التذبذب في الأداء، وكان هدف إدارة النادي إعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية على المستويين المحلي والقاري.
كولر واجه تحديات كبيرة في البداية، منها التأقلم مع الكرة المصرية والأجواء الإفريقية، لكنه سرعان ما نجح في فرض أسلوبه التدريبي القائم على التنظيم والانضباط التكتيكي.
إنجازات كولر مع الأهلي
منذ قدومه إلى الأهلي، حقق كولر إنجازات مهمة وضعت اسمه بين أفضل المدربين الذين قادوا الفريق:
دوري أبطال إفريقيا 2023: قاد الأهلي للفوز بالبطولة بعد أداء قوي طوال البطولة، متغلبًا على أندية عريقة مثل الوداد المغربي.
الدوري المصري الممتاز: استعاد الأهلي لقب الدوري بعد أداء مستقر ومميز طوال الموسم.
السوبر الإفريقي: حصد لقب السوبر الإفريقي ليؤكد هيمنة الفريق قارياً.
تطوير اللاعبين: شهدت فترة كولر تطورًا ملحوظًا في أداء العديد من اللاعبين مثل محمود كهربا ومحمد شريف، بالإضافة إلى الاعتماد على العناصر الشابة.
الأسلوب الفني والتكتيكي
يمتاز كولر بأسلوب تدريبي يجمع بين التنظيم الدفاعي والهجوم السريع:
الضغط العالي: يعتمد كولر على الضغط المستمر على الخصم لاستعادة الكرة بسرعة.
تنظيم الخطوط: يتميز أسلوبه بانضباط دفاعي وتنظيم مميز في خط الوسط، ما يمنح الفريق توازنًا كبيرًا.
تطوير الأداء الفردي: كولر يولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير اللاعبين على المستوى الفردي، مما ينعكس إيجابًا على الأداء الجماعي.
التحديات التي واجهها
لم تكن مهمة كولر مع الأهلي خالية من التحديات. أبرزها:
الضغوط الجماهيرية: جماهير الأهلي دائمًا تطمح للألقاب، وهو ما شكل ضغطًا مستمرًا على كولر لتحقيق النتائج.
كثافة المباريات: الأهلي يشارك في عدة بطولات محلية وقارية، مما تطلب إدارة ذكية لتوزيع الجهد على اللاعبين.
التأقلم مع الكرة الإفريقية: المباريات في إفريقيا تتسم بالصعوبة بسبب الظروف المناخية وأرضيات الملاعب، وهو ما كان تحديًا كبيرًا لكولر.
تأثيره على الأهلي ومستقبله مع الفريق
مارسيل كولر لا يمثل مجرد مدرب للفريق، بل هو قائد استطاع غرس ثقافة الانضباط والتطور في الفريق. تحت قيادته، أصبح الأهلي فريقًا يمتاز بالصلابة الدفاعية والفاعلية الهجومية. الأهم من ذلك، نجح في تحقيق التناغم بين اللاعبين الشباب وأصحاب الخبرة.
مستقبل كولر مع الأهلي يبدو واعدًا إذا استمر في تقديم نفس الأداء وتطوير الفريق. التحدي القادم سيكون المنافسة في كأس العالم للأندية 2025، حيث يطمح الأهلي إلى تحقيق إنجاز جديد يعزز مكانته عالميًا.